Tuesday, March 21, 2017

artikel arab

حديث الجارية على إثبات العلوا والفوقية الله
*حلفى مفتاح الفريحا
           في هذا الزمان, قد يكون كثيرا من الفرقة اللأشعرية إذا كان يسألون أين الله؟ يقولون: الله في أي مكان.  وهذا الحديث قد يكون دليلا بإعترض جوابهم الذين يقولون أن الله في أي مكان. وفي ذلك إثبات العلو لله تعالى كما نبحث في هذا الفرصة.     
1.  راوه عن حديث جارية
حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة وتقاربا في لفظ الحديث قالا: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن حجاج الصوا ف عن يحي بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمنة عن عطاء بن يسار عن معاويه بن الحكم السلمي قال: وَكَانَتْ لِي جَارِيَة تَرْعَى غَنَمَالِيْ قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةٍ فَالطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِئْبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ يَنِيْ آدَمَ. آسَفَ كَمَا يَأْسَفُوْنَ لَكِنَّ صَكَكْتُ صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَعَظَمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ: يَا رَسُوْلُ الله, أَفَلَا أَعْتَقَهَا؟ قَالَ: (ا ئْتِنِي بِهَا فَأتَيْتَهُ بِهَا, فَقَالَ لهَاَ: (أَيْنَ الله؟) قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: (مَنْ أَنَا؟) قَالَتْ: أَنْتَ رَسُوْلُ الله. قَالَ: (أَعْتَقَهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَة)
(رواه مسلم, باب تحريم الكلام في الصلاة و نسح ما كان من أباحة,  537 ص 199)
أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا محمد بن يوسف قال : الأوزاعي قال: حدثنا يجي بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمنة قال: حدثني عن عطاء بن يسار عن معاويه بن الحكم السلمي قال: ثُمَّ أَطْلَعْتُ إِلَى غَنِيْمَةٍ لِيْ تَرْعَاهَا جَارِيَةٌ لِي فِي قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةٍ اطْلَعْتُ فَوَجَدْتُ الذِئْبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ يَنِيْ آدَمَ. آسَفَ كَمَا يَأْسَفُوْنَ لَكِنَّ صَكَكْتُ صَكَّةً ثُمَّ انْصَرَفَتُ إِلَى رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَعَظَمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ: يَا رَسُوْلُ الله, أَفَلَا أَعْتَقَهَا؟ قَالَ: (أُدْعُهَا) فَقَالَ لهَاَ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيْنَ الله عَزَوَجَلَّ؟) قَالَتْ: فَمَنْ أَنَا؟) قَالَتْ: أَنْتَ رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: (إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ أَعْتَقَهَا)
(رواه النسائي في باب الكلام في الصلاة, رقم 1215, ص 209 )
حدثنا مسدد, حدثنا يحي و حدثنا عثمان بي أبي شيبة, حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن حجاج الصوا ف حدثنا يحي بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمنة عن عطاء بن يسار عن معاويه بن الحكم السلمي قال: قُلْتُ: جَارِيَةٌ لِيْ كَانَتْ تَرْعَى غُنَيْمَات قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةٍ إِذِ اطْلَعْتُ عليها اطْلَعَةٌ فَإِذَا الذِئْبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ يَنِيْ آدَمَ. آسَفَ كَمَا يَأْسَفُوْنَ لَكِنِّي صَكَكْتُ صَكَّةً فَعَظَمَ ذَاكَ على رَسُوْلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقُلْتُ: أَفَلَا أَعْتَقَهَا؟ قَالَ: (ائْتِنِي بِهَا فَأتَيْتَهُ بِهَا, فَقَالَ لهَاَ: (أَيْنَ الله؟) قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: (مَنْ أَنَا؟) قَالَتْ: أَنْتَ رَسُوْلُ الله. قَالَ: (أَعْتَقَهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَة)
(رواه أبو داود في باب تشميت العاطس في الصلاة, رقم 926, ص 292)
2. شرح الحديث
          قوله : (وَكَانَتْ لِي جَارِيَة تَرْعَى غَنَمَالِيْ قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةٍ) فيه دليل على جواز استخدام السيد جاريته في الرعي وإن كانت تنفرد في المرعى, و إنما حرم الشرع مسافرة المرأة وحدها, لأن السفر مظنة الطمع فيها وانقطاع ناصرها والذاب عنها و بعدها منه, بخلاف الراعية, و مع هذا فإن خيف ممفسدة من رعيها لريبة فيها أو لفساد من يكون في الناحية التي ترعى فيها أو نحو ذلك لم يسترعها , ولم تمكن الحرة ولا الآمنة من الرعي حينئذ, لأنه حينئذ يصير في المعنى السفر الذي حرم الشرع على المرأة, فإنكان معها محرم أو نحوه ممن تأمن معه على نفسها, فلا منع حينئذ. كما لا يمنع من المسافرة في هذا الحال. و الله أعلم 
          وقوله: آسف أي أغضب وهو بفتح السين. قوله: صَكَكْتُهَا أي لطمتها. قوله  صلى الله عليه وسلم : (أين الله؟ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: (مَنْ أَنَا؟) قَالَتْ: أَنْتَ رَسُوْلُ الله. قَالَ: (أَعْتَقَهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَة) هذا الحديث من أحاديث الصفات, وفيها مذهبان تقدم ذكر هما مرات في كتاب الإيمان. أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه. مع اعتقاد أن الله تعالى ليس كمثله شيئا وتنز يهه عن سمات المخلوقات.
          والثاني: تأويله بما يليق به, فمن قال بهذا قال:كان المراد امتحانها, هل هي موحدة تقر بها بأن الخالق المدبر الفعال هو الله الوحده, وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة؟ وليس ذلك لأنه منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين, أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان التي بين أيديهم, فلما قالت: في السماء علم أنها موحدة وليست عابدة للأوثان.
          قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمنهم و نظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله في السماء كقوله:( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) ونحوه ليس على الظاهرها بل متأولة عند جميعهم, فمن قال بإثبات جهة فوق من غير تحديد ولا تكييف من محدثين والمتكلمين والفقهاء تأول: في السماء أي على السماء, ومن قال من دهماء النظار والمتكلمين وأصحاب التنزيه بنفي الحد واستحالة الجهة  في حقه سبحانه وتعالى تأولوها تأويلا بحسب مقتضاها وذكر نحو ماسبق. قال: وياليت شعري ماالذي جمع أهل السنة وألحق كلهم على وجوب الإمساك عن الفكر في الذات كما أمروا, وسكتوا الحيرة العقل, واتفقوا على التحريم التكييف و التشكيل, وأن ذلك من وقوفهم وإمساكهم غير الشاك في الوجود والموجود. وغير قاده في التوحيد, بل هو حقيقته ثم تسامه بعضهم بإثبة الجهة خاشيا من مثل هذا التسامح, وهل بين التكييف وإثبات الجهات الفرق؟ لكن إطلاق ما أطلقه الشرع من أنه القاهر فوق عباده, وأنه استوى على العرش مع التمسك بالآية الجامعة للتنزية الكلي الذي لا يصح في المعقول غيره وهو تعالى: (ليس كمثله شيء) عصمة لمن وفقه الله تعالى, وهذا كلام القاضي رحمه الله تعالى.
          وفى هذا الحديث أن اعتاق  المؤمن أفضال من اعتاق الكافر, وأجمع العلماء على جواز عتق الكافر في غير الكفارات. وأجمعو أنه لا يجزئ الكافر في كفارة القتل كماورد به القرآن. واختلاف في كفارة الظهار واليمين والجماع في النهار رمضان, فقال الشافعي ومالك والجمهور: لا يجزئه إلا مؤمنة حملا للمطلق على المقيد في كفارة القتل, وقال أبو حنيفة رضي الله عنه والكوفيون: يجزئه الكافر للإطلاق فإنها تسمى رقبة.
          وعلى أن الكافر لا يصير مؤمنا إلا بأقرار بالله تعالى وبرسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه دليل على أن من أقر بالشهادتين, واعتقاد ذلك جزما كفاه ذلك في صحة الإيمانه و كونه من أهل القبلة و الجنة, ولا يكلف مع هذا إقامة الدليل والبرهان على ذلك ولا يلزمه معرفة الدليل, وهذا هو الصحيح الذي عليه الجمهور, وقد سبق بيان هذه المسألة فى الأول الكتاب الإيمان مع ما يتعلق بها, وبالله التوفق.
(صحيح مسلم بشرح النووي, إمام النووي, ج 5, ص 28)
3. مايستفاد من الحديث
1. أن حديث جارية دليل على إثبات العلوا والفوقية
2. جواز استخدام السيد جاريته في الرعي
 3. أن الكافر لا يكون مؤمنا إلا بإقرار بالله وبرسالة رسول الله صلى الله عليو وسلم
 4. الإيمان به من غير خوض في معناه. مع اعتقاد أن الله تعالى ليس كمثله شيئا وتنز يهه عن سمات المخلوقات
5. أن اعتاق  المؤمن أفضال من اعتاق الكافر
6. اتفقوا علماء على التحريم التكييف و التشكيل

No comments:

Post a Comment